قهر اجتماعي لفلسطينيي لبنان

13 نوفمبر 2022
قهر اجتماعي لفلسطينيي لبنان
عبد معروف
عبد معروف

مهما كان حجم المهرجانات والاحتفالات، ومهما كان مستوى الخطابات والشعارات التي تعم المخيمات، لابد من الاعتراف، أن الوضع الفلسطيني في لبنان، وصل إلى حالة الاهتراء والضعف والضياع والتفكك، وانتشرت آفة المخدرات، والسلاح المتفلت وتزايد عدد المهاجرين في قوارب الموت، وتراجع الوضع التربوي والاجتماعي وتفاقمت حالات الفقر والبطالة والتسول والعوز.

وهي مظاهر أزمة ليس من الممكن تحملها أمام انغلاق آفاق الحلول والمعالجات، لتذهب الحشود الشعبية نحو مكاتب ومؤسسات وكالة الأونروا، لتعبر عن ألمها وسخطها وغضبها من الأحوال التي وصلت إليها وتحمل الأونروا مسؤوليتها.

لاشك أن الأونروا تتحمل جزء كبير من المسؤولية، ولكن أيا يكن المسؤول عن الأحوال المأساوية التي وصل إليها الفلسطينيون في لبنان، وأيا يكن العاجز الذي تهرب من مسؤولياته، فإن الشعب الفلسطيني في لبنان يتعرض لأبشع أنواع القهر الاجتماعي والصحي والنفسي والأمني والسياسي والفكري.

وهذا يتطلب البحث بشكل جاد عن معالجات ترفع الظلم عن هذا الشعب العظيم، وتعيد له إرادته ومعنوياته وعزيمته ووحدة صفوفه، وتؤمن له حقوقه الانسانية والاجتماعية وحقه بحياة كريمة، قبل أن يتفجر بركان الشعب بشكل فوضوي وغير منظم يؤدي إلى نتائج عكسية.

وإذا كانت المعالجات هي مسؤولية الفصائل الفلسطينية، فإن هذه المعالجات لا يمكن لها أن تولد من رحم العجز والانقسام والتفكك، ولا تطلقها قيادات لا تمتلك الوعي والثقافة والتنظيم والاحتراف بالعمل السياسي، فأزمات الشعب الفلسطيني لا يعالجها اليوم و لا يتحمل مسؤوليتها إلا القيادات والفصائل الصلبة والقادرة والواعية والجادة والأمينة على مصالح الشعب، وفي حال أصاب هذه الفصائل السياسية العجز والارباك والضعف، في تلك الحالة، على النخب الثقافية والفكرية الفلسطينية في لبنان، أن تسارع إلى عقد حلقات الحوار والنقاش والبحث عن الحلول والمعالجات، ذلك لأن الحلول أصبحت ضرورية ومن حق هذا الشعب بحياة كريمة، بعيدا عن القهر والاذلال والفقر والحرمان.

فلا بد من إطلاق مبادرات جديدة من خارج رحم قوى والفصائل التي أتقنت فن الانشقاق والانقسام والاقتتال، مبادرات شبابية واعية ومثقفة ومتخصصة ومستقلة، تعقد جلسات حوار بعيدا عن إفرازات الفصائل وتقاسم الحصص، وبعيدا عن قيادات وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، تناقش فيها بكل وعي أسباب ومخاطر ما وصل إليه الشعب الفلسطيني في لبنان من أزمات وانهيارات، ومن يتحمل المسؤولية ومن يتحمل مسؤولية وقف الانهيار وكيف تكون الحلول والمعالجات؟.

المصدر بيروت نيوز