تهيمن الولايات المتحدة على العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا بالإضافة إلى هيمنة غربية على دول إفريقية ودول فقيرة واصبح العالم مرتبط بالولايات المتحدة بشكل كبير ويقع تحت سيطرتها وهذا خلق حالة من الغضب خاصة الدول الفقيرة التي تتأثر بالهزات الاقتصادية العالمية وتؤثر عليها بشكل كبير وتزيد من معاناتهم وتجعلهم يغرقون في الديون ولا يستطيعون سدادها للدائنين والدول الإفريقية خاصة تعاني بشكل كبير ووصلت ديونها الى اكثر من تريليون دولار ولذلك هذه الدول تبحث عن بديل يساعدهم على التنمية للخروج من ازماتهم الاقتصادية بعيدا عن الهيمنة والضغوط السياسية والعسكرية عليها وتأمل هذه الدول الانضمام إلى مجموعة البريكس والتي تتألف من خمسة دول الصين والهند والبرازيل وروسيا وجنوب افريقيا وتجتمع هذه الدول على مدار ثلاثة ايام في جنوب افريقيا ب جوهانسبرج لمحاولة خلق نظام عالمي جديد يساعد الدول على الخروج من نظام سيطرة الدولار والغاء ما يعرف بالدولرة التي جعلت العالم يعاني اقتصاديا وبسبب تحكمات الدول الغربية في مؤسسات مالية عالمية مثل البنك الدولي وصندوق النقد وفرض سياساتها على الدول وهذه السياسات في الاغلب تكون ضد الشعوب وتجعلهم يعانون اكثر بالإضافة إلى استخدام الغرب سياسة الكيل بمكيالين والتمييز في المعاملة مع الدول الإفريقية والدول الفقيرة والتي احيانا تفرض عليها شروطا قاسية تجعلها غير قادرة على الحصول على دعم مالي في شكل قروض من هذه المؤسسات بينما يتم التساهل مع القارة الاوروبية للحصول على قروض بشكل ميسر .
البريكس يحاول إنهاء سطوة الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة وتسعى مجموعة البريكس تعظيم قيمة العملات المحلية واستخدامها في التبادل التجاري بين الدول بالإضافة إلى اقتراح عملة جديدة بين اعضاء البريكس لإنهاء تحكم الدولار في الاقتصاد العالمي ورغم ان ديلما روسيف رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لدول البريكس والذي انشأ في عام ٢٠١٥ ترى انه لابد ان نتعايش مع النظام العالمي الا ان البريكس يريد انهاء الهيمنة الغربية وانهاء سطوة الدولار الذي يراه البعض سبب في معاناة الدول الفقيرة الغير قادرة على تأمين احتياجاتها من السلع والخدمات بالدولار .
الصين من اقوى الدول في البريكس والتي تمتلك ١٦.٨٦ تريليون دولار من الناتج الاقتصادي لها واصبح لها دور كبير في الاستثمار في دول إفريقية وتسعى إلى شراكات كبرى مع دول في القارة السمراء والشرق الاوسط وهذا يجعلها في منافسة قوية مع الولايات المتحدة ودولا غربية لها نفوذ واستثمارات في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا ويعتبر اجتماع البريكس املا لدول كثيرة تسعى إلى الانضمام إلى هذا التجمع وهناك ٤٠ طلب من دول تسعى للدخول في منظمة البريكس ويوجد دول إفريقية اعلنت رغبتها الانضمام إلى هذا التجمع ومن هذه الدول مصر و الجزائر وتم دعوة اكثر من ٦٩ شخصية من أكثر من ٣٠ دولة في إفريقية وايضا شخصيات من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي للمشاركة في اجتماع البريكس في جوهانسبرج ويحضر هذا الاجتماع الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي والرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوسا ويغيب بوتين ويحضر وزير الخارجية الروسي لافروف مندوبا عنه وهذه الدول سوف تبحث ملفات تتعلق بزيادة عدد الاعضاء ودراسة التبادل التجاري بالعملات المحلية ودراسة عملة واحدة تجمع هذه المنظمة نحو عالم اكثر توازنا وتأتي افريقيا على اجندة هذا الاجتماع خاصة إن الصين وروسيا لديهما هدف واحد لإنهاء السطوة الامريكية والغربية على القارة الإفريقية وايضا بسبب التنافس مع الولايات المتحدة التي تنافس الصين وتفرض عقوبات مع دول غربية على روسيا وجمدت اموال روسية واحتياطيات روسيا من الذهب والتي تقدر بأكثر من ٣٣ مليار دولار .
اجتماع البريكس بالطبع يجعل بعض الدول متخوفة من تشكيل نظام عالمي جديد لكن في نفس الوقت يتمنى كثيرون نظام عالمي جديد اكثر توازنا يراعي الدول الفقيرة ويبتعد عن فرض اساليب ضغط عليهم ورغم ان جنوب افريقيا التي تستضيف الاجتماع اعلنت رفضها الانحياز إلى اي نظام دولي وهي ملتزمة بعدم الانحياز ترى روسيا ضرورة ان يتشكل نظام عالمي وان تضع الامم المتحدة ومجلس الأمن في الاعتبار الدول الإفريقية الفقيرة ولابد من إصلاح حقيقي داخل مجلس الامن ودول البريكس يوجد بها الصين وروسيا دول دائمة العضوية في مجلس الامن .
دول البريكس تشكل ٤٢ %من سكان العالم و٣٠ %من اليابسة و٣٠ %من السلع والخدمات و٢٤ %من الناتج الاقتصادي العالمي وتستخدم هذه الدول الدولار غطاء لعملتها المحلية بنسبة ٦٠ %وتستخدم الدولار في معاملتها بنسبة ٨٠% ولذلك تشكيل نظام عالمي جديد يحتاج إلى قرار يكون بالجدية التي تجعل الدول الاعضاء تتخلى عن الدولار وتوسيع منظومة البريكس لتشمل دولا لديها اقتصادات ناشئة وقوية تسهم في تنمية الدول الإفريقية الفقيرة بدون املاءات او شروط تعجز من هذه الدول الفقيرة وتزيد من معاناتهم.
الدول الغربية تبحث عن مصالحها ولاتفكر في الدول الإفريقية الفقيرة وتستغل هذه الدول ولها اطماع استعمارية قديمة لكن افريقيا تتخلص من السطوة الغربية بانقلابات عسكرية مدعومة شعبيا كما حدث في غينيا وبوركينا فاسو ومالي واخيرا النيجر لانها ترى انها وقعت سنوات تحت الاستغلال الغربي لمواردها وإمكانياتها الاقتصادية وتأثرت فرنسا بانقطاع الكهرباء في معظم المدن الفرنسية لانها لم تعد قادرة على توفير اليورانيوم التي كانت تحصل عليه من النيجر لتشغيل محطاتها النووية لإنتاج الكهرباء ولذلك الدول الإفريقية تحتاج إلى البريكس وترى في هذه المنظمة تخليصها من سطوة الغرب وان البريكس يمكن ان يجعلها قادرة على النهوض وخلق تنمية حقيقية تنهي معاناة شعوبها وتوقف موجات الهجرة غير الشرعية التي تخرج من افريقيا وتجعل الشباب الافريقي وقود التنمية في القارة السمراء بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب من خلال خلق بيئة حقيقية للتنمية وهذا لن يحدث إلا إذا ساعدت منظومة البريكس الدول الإفريقية ووفرت لها كافة الدعم المادي والسياسي حتى لا تقع من جديد تحت سطوة الغرب وتمد يدها للمؤسسات المالية الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والغرب .
اجتماع البريكس لمدة ٣ ايام في جوهانسبرج سوف يكون اجتماع تاريخي في وقت تشتعل فيه الحرب الروسية الاوكرانية وتؤثر على الاقتصاد العالمي وايضا رفع الفائدة الامريكية في الولايات المتحدة وماله من تأثير بسبب نظام سويفت الدولي وامور كثيرة تتعلق بالنفط وتوفير موارد الطاقة ولذلك من مصلحة البريكس في هذا الاجتماع ال١٥ في جنوب افريقيا اتخاذ مواقف تاريخية وقوية لإنقاذ مايمكن إنقاذه في ظل توقعات بانهيار الاقتصاد الامريكي وتأثير ذلك على الدول الفقيرة ومنها الدول الإفريقية التي بحاجة اليوم إلى من يساندها .