عقدت قيادة الفصائل الفلسطينية جولة جديدة من جلسات الحوار في بكين يوم 21 و22 تموز يوليو، بهدف المصالحة وتحقيق الوحدة بينها.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي ، حصول اتفاق بين 14 فصيلا فلسطينيا لتأليف “حكومة مصالحة وطنية موقتة” لإدارة غزة بعد الحرب، لافتا إلى أن “أهم نقطة هو الاتفاق على تأليف حكومة مصالحة وطنية موقتة حول إدارة غزة بعد الحرب”.
وأصدرت الفصائل بيانا تضمن عبارات وتوصيات لا تختلف عن سابقاتها في الجزائر والقاهرة وقطر و….و…
المهم في نهاية الجلسات التي عقد في بكين، وكما في نهاية كل الجلسات التي عقدت في عواصم العالم، تم الاتفاق على خارطة طريق لمصالحة “وطنية” فلسطينية ولوحدة “وطنية” فلسطينية لمواجهة تحيات المرحلة.
ولا بد من التأكيد على أهمية وحدة الفصائل من أجل تحقيق الأهداف الوطنية ومواجهة الاحتلال والتحديات العامة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وبما أن جلسات الحوار في الصين كما كانت في غيرها جلسات حوار “وطني” وبما أنه تم الاتفاق على خطوات من أجل تشكيل وحدة “وطنية” بالتالي فإن الساحة الفلسطينية أمام احتمالين:
= إما نجاح جلسات الحوار في الصين والوصول إلى مصالحة “وطنية” وحكومة وحدة “وطنية” وبالتالي لم يعد من حق الفصائل اتهام بعضها بالخيانة والتنسيق الأمني والعمل خارج النسيج الوطني الفلسطيني ولا يحق للبعض السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة “فتح” بالخيانة والتنسيق الأمني وما شابه ذلك، وليس من حق “فتح” أن تتهم “حماس” بالعمل خارج النسيج الوطني الفلسطيني خدمة للمشروع الديني أوالاقليمي، ذلك لأن البيان كما تم التوقيع عليه بين أطراف “وطنية” وتم الاتفاق على المصالحة “وطنية” ولتشكيل حكومة وحدة “وطنية” وهذا يعني أن الاطراف الموقعة على الاتفاق هي أطراف وطنية وليست أطراف عميلة وخائنة أو مرتبطة بدول اقليمية أو خارج النسيج الوطني، وبعد اليوم ليس من حق أي فصيل موقع على الاتفاق اتهام الفصيل الآخر بالتنسيق الأمني والخيانة والارتباط بالمشاريع الاقليمية.
= وإما فشل جلسات الحوار وعدم تطبيق ما تضمنه الاتفاق بين الفصائل في الصين كما جرى في الجزائر والقاهرة وقطر وتركيا وموسكو وووووو.. وبالتالي فإن هذه الفصائل مازالت تمارس سياسة خداع الشعب وتشويه الرأي العام، لأنها على علم بأن لا عمل جاد لوحدة بينها وأن المصالحة بينها شبه مستحلة نظرا لاختلاف الخيارات.
فهل سيكون مصير جلسات بكين بين الفصائل كما كان مصير الجلسات في غيرها من العواصم، وإذا كان ذلك فلماذا كل هذا الاستعراض السياسي وشعبنا في الوطن والشتات يتعرض للمجازر والتجويع والحرمان والفقر والعوز .
وإذا كانت جلسات بكين صادقة وتمكنت الفصائل من تحقيق وحدتها ومصالحتها ووضع حد لانقسامها، فلماذا لم يكن ذلك منذ سنوات؟ وبعد بيان واتفاق بكين هل يحق للفصائل أن توجه الاتهامات لبعضها؟