تشكيلة المئة يوم في متناول اللبنانيين..الحريري: “رجعتلو تركيبتو وتركت نسخة للتاريخ”

لودريان: لن نقف مكتوفي الايدي ولبنان ينهار..امل: حكومة اختصاصيين وفق المبادرة

23 مارس 2021
تشكيلة المئة يوم في متناول اللبنانيين..الحريري: “رجعتلو تركيبتو وتركت نسخة للتاريخ”
beirut News
تحليل سياسي

ليس ما حصل في اللقاء الثامن عشر الرئاسي في بعبدا اليوم سوى صورة طبق الاصل عما اوصل لبنان الى اعمق قعر الهاوية.

نكايات وتسجيل نقاط وحساسيات وتقاذف تهم ليبرئ كل طرف نفسه من دم هذا الوطن، تحت شعار الحفاظ عليه. كل العبارات التي يتضمنها قاموس اللغة العربية الفضفاض لتوصيف قلة المسؤولية تكاد لا تكفي لانزالها على من يقودون سفينة البلاد نحو الغرق بمن فيها.

صحيح ان كل اللبنانيين مقتنعون بأن تشكيل الحكومة لن يأتي بالترياق للسم المستشري في عروق البلد، لكن الاكيد ان من شأنه فرملة مسار الانهيار المتسارع تمهيدا لبدء الخروج من النفق.

انما، حتى الفرملة يستكترونها على شعب  يصرخ من تحت الركام طلبا لنجدة تقيهم فتح بوابة جهنم، المصرين على التربع في سدة مسؤوليتها، فلا يجدون من يسمع، ذلك ان من يحكمهم مجرد سلطة اصنام.

فما هي السيناريوهات المرسومة والى اين تتجه البلاد بعدما طارت كل المواعيد ومعها الامل بالتشكيل؟

اللقاء الاخير؟  في الثالثة بعد الظهر استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  الرئيس المكلف سعد الحريري في لقاء حمل الرقم 18، لم يدم اكثر من 22 دقيقة، قال بعده الحريري: مع الاسف ارسل لي الرئيس عون امس تركيبة وزارية تتضمن ثلثا معطلا لفريقه فقلت له ان ما حصل غير مقبول ودوري كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، وأبلغته انني اعتبر رسالته وكأنها لم تكن و”رجعتلو ياها” وأبلغته أنني سأحتفظ بالنسخة للتاريخ، مضيفا “اللائحة التي أرسلها لي الرئيس غير مقبولة لأن الرئيس المكلف “مش شغلتو يعبي أوراق من حدا”.

واضاف “هدفي واحد وضع حد للانهيار ووضع حد لمعاناة اللبنانيين وطلبت من الرئيس عون تشكيل حكومة إختصاصيين”. وختم “سأوزع عليكم التشكيلة التي قدّمتها للرئيس عون منذ اكثر من 100 يوم بعد ان قال انني قدمت اليه تشكيلة غير مكتملة”.

ولم يرد الحريري على اسئلة الصحافيين ولم يتم تحديد اي موعد للقاء جديد بين الرجلين.

تشكيلة الحريري:  وتتضمن التشكيلة التي وضعها الحريري، الاسماء التالية: رئيس الوزراء سعد الحريري، وزير الصحة فراس أبيض، وزير الشؤون الاجتماعية والبيئة ناصر ياسين، وزيرة العدل لبنى مسقاوي، وزير المال يوسف خليل، وزيرة العمل مايا كنعان، وزير الاشغال العامة والنقل ابراهيم شحرور، وزير التنمية الإدارية والسياحة جهاد مرتضى، وزير الخارجية والزراعة ربيع نرش، وزير الدفاع أنطوان اقليموس، وزيرة الثقافة فاديا كيوان، وزير التربية والتعليم عبدو جرجس، وزير الشباب والرياضة والاعلام وليد نصار، وزير الاقتصاد سعادة الشامي، وزير الطاقة والمياه جو صدي، وزير الداخلية والبلديات زياد أبو حيدر، وزير الاتصالات فادي سماحة، وزير الصناعة والمهجرين كاربيت سليخانيان.

لودريان: وقبيل اللقاء، كان المجتمع الدولي أبدى اهتماما متعاظما بلبنان واوضاعه المتأزّمة.

وفي السياق، أشار وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لو دريان الى أنه طلب من نظرائه في الاتحاد الأوروبي النظر في سبل مساعدة لبنان الذي يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. وقال لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد صباح اليوم إن “فرنسا تتمنى أن نبحث قضية لبنان اذ لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقف مكتوف الأيدي ولبنان ينهار”.

وأضاف “البلد يسير على غير هدى ومنقسم وعندما ينهار بلد ما يجب أن تكون أوروبا مستعدة”، معرباً عن إحباطه من فشل جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

تنسيق دولي: ويأتي موقفه غداة اعلان الرئيس ايمانويل ماكرون منذ ايام حين قال “خلال الاسابيع القادمة وبطريقة واضحة ومن دون ادنى شك، نحتاج الى تغيير النهج والاسلوب لانه لا يمكننا ان نترك الشعب اللبناني يتخبط منذ شهر اب الماضي في الوضع الحالي”.

وتابع “يجب تجنب انهيار البلد لذلك المطلوب الاسراع في تشكيل حكومة وتنفيذ الاصلاحات المرجوة.”

وقد كشفت مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان، وازاء اخفاق الطبقة السياسية اللبنانية في التوصل الى اي اتفاقات تخرج البلاد من مأزقها، وبعيد انقلاب المنظومة في معظمها على المبادرة الفرنسية، سيما في اعقاب مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة التي نسفت جوهرها وافرغتها من مضمونها، بطرحه الذهاب نحو حكومة تكنو – سياسية، بعد هذه التطورات كلّها، ارتأى ماكرون الخروج من مربّع التفرج، الى مربّع التحرّك، وهو اليوم في صدد اتصالات اوروبية اولا، واقليمية ثانية، تشمل الدول الخليجية في شكل خاص، واميركية ايضا، للبحث والتنسيق في ما يمكن فعله لكسر الجمود اللبناني القاتل للناس وآمالهم واموالهم وصحّتهم ومستقبلهم.

مخاوف جنبلاط: محليا، إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، مساء الأحد، في كليمنصو، السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، في حضور النائب أكرم شهيب، وعرض معها التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وبعد ان كثر الحديث عن ترك المختارة الحريري وحيدا عقب مناداتها بالتسوية وعدم ممانعتها تكبير حجم الحكومة، أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن ان “من يتحدث عن انقلاب لوليد جنبلاط على الحريري أو غيرة هو كلام خاطئ ولا قيمة له”، لافتاً الى إن “الفكرة الأساسية المطروحة اليوم هي كيفية الخروج من الثلث المعطل وبالتالي محاولة تلاقي في نصف الطريق”.

وأضاف “خشية وليد جنبلاط من واقع الحال الموجود، فالشارع يتفلّت، والطرقات تُقطع، وصدر اللبنانيين يضيق، والمبادرات أصبحت عاجزة عن الحلول، من هذه النقاط أطلق مبادرته، ونسأل ما هو الخيار إذا إستمر التصلب؟ المزيد من الإنهيار على الصعيد النقدي والإقتصادي وقطع للطرقات”.

وسأل أبو الحسن “ما هي المصلحة في التصلب؟ نسأل رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي مضى من عهده أكثر من أربع سنوات، هل هناك مصلحة بمزيد من التخبط والفوضى أم بالإستقرار الإقتصادي والإجتماعي والمالي؟ وإلى الرئيس المكلّف نقول عملية التسوية في الملف الحكومة هي الأقل مرارة، والجميع قام بالتسويات في الماضي “الرئيس ميشال قام بتسوية عندما عاد الى لبنان وفي عام 2016 والرئيس الحريري ايضاً قام بتسويات وهو الذي قال انه تجرع الكأس المر، وكلنا اقدمنا على تسويات وكل التسويات التي اقدم عليها كل الاطراف كانت اصعب وامر وكانت الظروف افضل فيما اليوم التسوية المطروحة اقل مرارة في ظروف اصعب بكثير ومصير لبنان مهدد “.

امل والاختصاصيين: من جهته، وفي موقف لافت يعارض طرح حزب الله حكومة تكنوسياسية، جدد المكتب السياسي  لحركة امل مطالبته الاسراع بتشكيل حكومة إختصاصيين غير حزبيين وفق ما تم التوافق عليه في المبادرة الفرنسية بعيدا من منطق الأعداد والحصص المعطلة وتحوز ثقة المجلس النيابي وكتله، وتكون قادرة وبسرعة على إطلاق ورشة الاصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي، ولديها القدرة على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، وتعزيز علاقات لبنان الخارجية ومع المؤسسات الدولية، وإدارة حوار بناء ومسؤول لإعداد حفظ الخروج من الازمة.

الاموال المنهوبة: على صعيد آخر، وفي انتظار نتائج اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان لاطلاق منصة تحديد سعر الدولار،عاود الاخير ارتفاعه وان بنسب مضبوطة.

في المقابل، عقدت لجنتا المال والموازنة والادارة والعدل جلسة مشتركة في مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي ناقشت اقتراح قانون استرداد الاموال المنهوبة المدرج في جدول الاعمال.

واثر الجلسة، قال الفرزلي “أعطينا أنفسنا المجال لأن القانون  في حاجة الى اشباع تشريعي نظرا الى دقته ولا يتعلق فقط بالقوانين اللبنانية وبتنفيذ القانون، انما ايضا بقوانين الدول الاجنبية التي تريد ان تلاحق الاموال في حال وجدت من اجل استخدامها او استردادها.

لذلك نظرا الى دقة الموضوع والى دور لجنة التحقيق الخاصة ودور كل الآراء التشريعية التي تجعلنا نبلغ مرحلة الاشباع التشريعي، تقرر تأجيل الجلسة الى غد لبدء درس القانون مادة مادة، بعدما أنهت اللجنة الفرعية المكلفة درسه وضع المواد المعنية اساسا للنقاش، وبعدما اتى توجيه الرئيس نبيه بري بضرورة انهاء او محاولة انهاء الدرس التشريعي المتعلق بالجرائم المتأتية من جرائم الفساد واقراره في اللجان المشتركة، لذلك تأجلت الجلسة الى غد لدرس القانون مادة مادة”.

للنأي بالنفس: من جهة ثانية، وبعد بيان السبت لرؤساء الحكومات السابقين بما تضمن، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد الزيارة “الباب الاساسي الذي يجب ان يفتح سريعا هو تأليف الحكومة، كون الحكومة ضرورية لمعالجة المواضيع الاقتصادية والاجتماعية.

تطرقنا الى مبادرة البطريرك الراعي ونحن بحاجة دائما الى هذه القامات الوطنية التي تتحدث بلغة وطنية ويهمها لبنان وجميع اللبنانيين ومصالحهم”.

أضاف: “تحدث صاحب الغبطة عن موضوع الحياد، فشرحت له اننا في حاجة الى ما يجمع بين اللبنانيين وليس الى ما يفرق بينهم.

ربما كلمة حياد تكون مصدرا للخلاف بين اللبنانيين رغم انه في البيانات الوزارية للحكومات الخمس السابقة كان هناك اجماع على النأي بالنفس، الذي يوصلنا الى الهدف الذي ينشده صاحب الغبطة من دون ان يحصل اختلاف بالرأي بين اللبنانيين .

اما في ما يتعلق بالمؤتمر الدولي فهناك اجماع اليوم على المبادرة الفرنسية التي لا تشكل حساسية ككلمة مؤتمر.

ونحن في هذا الصدد مع اي مبادرة دولية وعربية من اجل جمع اللبنانيين وايصالنا الى الحل المنشود”.

لا حركة: في الغضون، وبعد ان دخلت البلاد اليوم المرحلة الرابعة والاخيرة من اعادة فتح القطاعات التجارية، سجلت حركة شبه معدومة في المطاعم التي اعاد بعضها فتح ابوابه فيما استمر الاخر بالاقفال، نظرا الى الاوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة.

كورونا اكثر عدوى: في الموازاة، غرّد مدير “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” فراس أبيض على “تويتر” كاتبا: عداد الكورونا آخذ في الارتفاع في العديد من البلدان، وليس فقط في لبنان.

وقد نتج هذا عن عدة اسباب، منها سلالات فيروسية جديدة أكثر عدوى، والتخفيف المبكر لاجراءات الاغلاق، وبطء عملية نشر اللقاح.

ما يحدث في البرازيل جدير بالاهتمام، حيث أن نظام الرعاية الصحية هناك يكاد ينهار  وأضاف: في نفس الوقت الذي نخفف فيه الاجراءات، فان المستشفيات تعاني. المزيد من الأطباء والممرضين يغادرون.

ويتم استيراد كميات أقل من المستلزمات الطبية بسبب نقص العملة الصعبة.

إن سلالة أكثر عدوى ستؤدي إلى المزيد من المرضى ما يمكن أن يثقل كاهل المستشفيات المزدحمة اصلا.

المصدر المركزية