تحركات دبلوماسية مكثفة في بيروت.. فهل هو مخاض لولادة الحكومة؟

8 أبريل 2021
تحركات دبلوماسية مكثفة في بيروت.. فهل هو مخاض لولادة الحكومة؟
عبد معروف
عبد معروف

شهدت بيروت خلال الساعات الماضية تحركات دبلوماسية مكثفة، جرى خلالها البحث في تطورات الأزمة اللبنانية، وحالة الاستعصاء القائمة التي تعرقل تشكيل الحكومة.

وفي الوقت التي رسمت فيه مصادر مختلفة خيوط سوداوية بمعالجة قريبة لحالة الاستعصاء القائمة، وحالة الانسداد التي وصلت إليها مساعي تشكيل حكومة جديدة، وتعتقد المصادر أن الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تتعرض له البلاد، يجعل من التحركات الدبلوماسية الحالية خجولة أمام هول ما وصل إليه لبنان.

وجاءت زيارة وزير خارجية سويسرا إغناسيو كاسيس، إلى بيروت واجتماعه مع القيادات اللبنانية، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري وزيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إلى بيروت واجتماعه بالرؤساء، بالاضافة إلى زيارات قام بها سفراء عرب وأجانب إلى قيادات لبنانية، لتؤكد مجددا اهتمام المجتمعين العربي والدولي بتطورات الأوضاع في لبنان.

الرئيس عون خلال إستقباله وزير خارجية سويسرا إغناسيو كاسيس

وفي الوقت الذي رحبت فيها القيادات اللبنانية بالتحركات الدبلوماسية العربية والأجنبية في بيروت، فإن هذا الترحيب يقف دونه عثرات ليست سهلة تشكل عقبة أمام معالجة جادة للأزمة اللبنانية،والاسراع في تشكيل الحكومة.

فالعقبات كثيرة وليست سهلة أمام أي تحرك جدي لمعالجة الأزمة في لبنان، كما أن الاسراع في تشكيل حكومة لبنانية جديدة أمر أمامه عقبات محلية وإقليمية ودولية، تنتظر الأطراف تحقيق مصالحها من أجل تسهيل المعالجات.

أولاً، زيارة وزير خارجية سويسرا، وأيضا زيارة وزير الخارجية المصري والأمين العام المساعد لجاممة الدول العربية، جاءت بهدف الاستطلاع، والاستماع للمسؤولين اللبنانيين حول الأوضاع اللبنانية وتطورات الأزمة الحالية.

ثانياً، إن معالجة الأزمة اللبنانية، والعمل على تشكيل حكومة لبنانية لا يمكن له أن يولد من رحم هذه التحركات الخجولة.

ثالثاً، إن فجوة الخلاف بين الأطراف اللبنانية، سواء ما برز للعيان أو ما هو بالخفاء يبدو أنها واسعة للغاية، ولا يمكن لتحركات دبلوماسية مكوكية وسريعة ردمها ووصل ما انقطع، فبعض الأطراف الداخلية اللبنانية تراهن على تحرك خارجي أكثر فعالية لإيجاد الحلول، والبعض الآخر يراهن على قوة وصلابة حلفائه في الاقليم لتثبيت مواقعه ومواقفه بما لا يسمح بتقديم تنازلات وتسهيل ولادة حكومة لبنانية.

لذلك، فالتحركات الدبلوماسية العربية والدولية الخجولة التي شهدتها بيروت خلال الساعات الماضية، ليست بمستوى إيجاد حلول ، ولا يمكن لها فتح ثغرة في جدار الأزمة.

وهذا يعني أن البلاد ستبقى في دوامة الأزمة، وستبقى تتجه نحو الانهيار الشامل، ما لم ترتفع الأطراف اللبنانية إلى مستوى مخاطر المرحلة وتعمل جادة على الوفاق والمصالحة لإنقاذ البلد، وإلا فإن لبنان أمام تدخل أجنبي جاد وفاعل، يفرض الحلول والمعالجات.. وبانتظار كل ذلك سيدفع الشعب اللبناني الثمن غاليا وسيعيش فوضى لا يمكن التنبؤ بمشهدها، أو كيف ستكون نهايتها.

المصدر خاص بيروت نيوز