وآخر ما يبين تلك الخلافات هو صدور قرار عن الشؤون الإدارية في التيار العوني، يحصر جمع المساعدات والتبرعات من المغتربين (الانتشار بلغة جبران باسيل العونية) وتقديمها لمناصري التيار في الخارج بقطاع الاغتراب.
وهذا القرار جاء رداً على مبادرات فردية تقوم بها شخصيات في التيار لتقديم المساعدات إلى مناصريه في لبنان.
مركزية ديكتاتورية
وفي هذا السياق أبدى أحد الناشطين في التيار العوني، ويدعى مصطفى أبو عيد، اعتراضه على قرار التيار على وسائط التواصل الاجتماعي، فكتب على صفته في فيسبوك: “أكيد تساءلتوا جميعًا شو سر الرسالة اللي كتبتها مبارح للوزير (وقد يكون باسيل) ما معقول ما تكونوا معي عارفين بالشاردة والواردة”.
وشرح الناشط: “بيان من مركزية التيار انو ما بيحق لحدا يحصل على أي شي من الانتشار إلا عن طريق المركزية (ويقصد مركزية قرار باسيل، على الأرجح).
والكل بيعرف اني ما بتعامل بالمصاري ولا بالمساعدات مع اقرب الناس حتى ما اخسرن. وهيدا حقي.
وانا الكل بيعرفني اني ما عم بشتغل بصفة حزبية وانما بصفة فردية. وما حدا بيقدر يقلي كيف بشتغل وليه ما عم بشتغل مع المركزية”.
وختم: “حرية الآخر تقف عند حرّيتي”.
لكنه استدرك وكتب: “بسبب البيان (يقصد بيان التيار الذي يؤكد ويشدد على المركزية) الذي لن اكسره، اتوجه بالاعتذار”، وعدد أقضية ينتشر فيها التيار في لبنان.
وأضاف: “كل المحازبين أهلنا في التيار الوطني الحر المصابين بأمراض مزمنة (الله يشفينا جميعاً) ايقاف المساعدات، والأدوية، بناء على طلب مسؤول الانتشار السوبرمان ايلي حنا، ومارتين نجم كتيلي الـwonder ـ woman لانهما سيؤمنان احتياجات العونيين كافة منذ الغد والله اعلم”.
رسالة إلى باسيل
ومن الواضح أن لأبي عيد مواقف اعتراضية أخرى ظهرت بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس التيار جبران باسيل ظهر يوم السبت، فكتب أبو عيد أيضاً متوجهاً إلى باسيل بالقول: “أعجبني المؤتمر الذي عقدته اليوم بتسمية الفساد بأسمائه، لذلك ومن منطلق فكري العوني، أتوجه اليك بهذه الرسالة التي عسى أن يصل اليك النقد الايجابي البنّاء، وليس العكس.
معالي الوزير جبران باسيل: هل تعلم أن معظم من يحيط بك، إما يعمل لمصلحته الشخصية أو كاذب؟ هل تعلم أن معظم من يحيط بك، هم السبب الرئيسي للشرفاء العونيين في الابتعاد عنك؟ هل تعلم أن معظم من يحيط بك، يتناقل عن لسانك أشياء لم تقلها؟ هل تعلم أن تعبك على التيار الوطني الحر يفيد من جهة ومن جهة أخرى يذهب هباء مع الريح بسبب معظم من يحيط بك؟ هل تعلم أن معظم الممولين العونيين في الخارج والداخل قد جلسوا غير آبهين للتيار أو ما يحصل في لبنان، لانك لم تسمع لهم ومن يوصل الاخبار لك هم كاذبون لا أكثر ولا أقل؟”.
وتبع: “التيار أصبح تيارَين في الداخل اللبناني والخارج. كما حال انقسام اللبنانيين الى قسمين، قسم مع الفساد والآخر مع الإصلاح، داخل التيار لديك العوني الحقيقي والوصولي.
العوني الحقيقي جلس جانبا، ولكنه على اتم الجهوزية للنزول الى المظاهرات وليس اكثر من ذلك، اكراما للقضية.
والوصولي ينهش يميناً ويساراً، يريد كل شيء لنفسه واضعاً نصب عينيه مصلحة شخصية من هنا وأخرى من هناك”.