لماذا تشعر (الأونروا) بخيبة أمل من لغة البرلمان الأوروبي؟

2 مايو 2021
لماذا تشعر (الأونروا) بخيبة أمل من لغة البرلمان الأوروبي؟
beirut news
عبد معروف

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن أنها تشعر بخيبة أمل من اللغة التي اعتمدها البرلمان الأوروبي في قراره الخاص بإبراء الذمة بشأن تنفيذ ميزانية الاتحاد الأوروبي لعام 2019.

وأشارت (الأونروا) في بيان لها اليوم، (وصل “بيروت نيوز” نسخة عنه) إلى أن لغة البرلمان الأوروبي تلمح إلى أن (الأونروا) تقوم بتدريس ونشر خطاب كراهية وتشجع العنف داخل مدارسها.

وأكد البيان أن (الأونروا) كوكالة للأمم المتحدة لا تتسامح مطلقاً مع الكراهية أو التحريض على العنف أو التمييز.

وهي ترفض رفضاً قاطعاً هذه التأكيدات التي لا أساس لها وتؤكد أن موادها التعليمية تدعم وتعزز مبادئ الأمم المتحدة وقيمها المتمثلة في الحياد وحقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز على أساس العرق والجنس واللغة والديانة.

وأشارت (الأونروا) في بيانها إلى أنها تستخدم المناهج الدراسية للبلدان المضيفة في جميع أقاليم عملها، وتقوم بمراجعة محتوى المواد التعليمية باستفاضة للتأكد من أنها تتماشى مع قيم الأمم المتحدة ومبادئها.

وفي الحالات النادرة التي يتبين فيها وجود ما يتناقض مع هذه المبادئ والقيم، يتم تطبيق نظام قوي وفعال لمعالجتها.

إن الإيحاء بأن الكراهية منتشرة على نطاق واسع داخل الوكالة ومدارسها ليس ادعاءً زائفاً ومضللاً فحسب، بل إنه أيضاً يعطي الشرعية للهجمات الساعية إلى ترويج الأخبار المثيرة وذات الدوافع السياسية التي تسعى عمداً إلى تشويه سمعة (الأونروا) وإيذاء الشريحة الأشد ضعفاً في المجتمع، ألا وهي أطفال اللاجئين الفلسطينيين.

ورأت (الأونروا) إن دعوة البرلمان الأوروبي إلى إقامة منصة مفتوحة المصدر لنشر جميع موادها التعليمية ليست في محلها: فقد أطلقت (الأونروا) مؤخراً منصة مركزية للتعلم الرقمي تستضيف موادها التعليمية الخاصة بالمعلمين والطلبة.

ولفت البيان إلى أن هذه المنصة توفر للمعلمين والإداريين نظاماً آمناً وخاضعاً لمراقبة مركزية يتضمن عملية مراجعة صارمة لجميع المحتويات من خلال عدسة المبادئ الإنسانية.

هذا النهج يكفل الاتساق والمواءمة على نطاق الوكالة مع الأهداف التعليمية وقيم الأمم المتحدة.

وتنتهج الأونروا سياسة عدم التسامح مطلقاً مع أي انحراف عن مبادئ الأمم المتحدة. ومع ذلك، تدرك الأونروا أنه لا يمكن أن تنعدم المخاطر كلياً عند العمل في ظروف إنسانية معقدة وفي بيئة مسيسة للغاية.

لذلك، فإن الوكالة لا تدخر جهداً للحد من المخاطر وضمان أن تظلانتهاكات قيم الأمم المتحدة عند الحد الأدنى المطلق.

وقد قمنا بإبلاغ أعضاء البرلمان بهذا التطور المهم على النحو الواجب وأطلعناهم على المستجدات المتعلقة به، ويؤسفنا شديد الأسف أن تلقى استثمارات الأونروا التجاهل من جانب العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي في قراره الخاص بإبراء الذمةبشأن تنفيذ ميزانية الاتحاد الأوروبي لعام 2019.

وذكرت (الأونروا) أنها عملت مع الاتحاد الأوروبي في شراكة على مدى 50 عاماً في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وكان البرلمان الأوروبي دائماً طرفاً فاعلاً رئيسياً في هذه الشراكة. وأضافت، ساهم استثمار الاتحاد الأوروبي في (الأونروا) في تمكين أكثر من 2.5 مليون لاجئ فلسطيني من التخرج من مدارس (الأونروا)، وتطوير إمكاناتهم الكاملة، والمساهمة في ازدهار الشرق الأوسط واستقراره.

وقد صادقت أطراف خارجية عديدة على جودة التعليم الذي تقدمه الأونروا ومضمونه، بما في ذلك البرنامج المميز بشأن حقوق الإنسان وحل النزاعات والتسامح.

كما أن عدداً من طلبة الأونروا السابقين قد التحقوا بمؤسسات رائدة عالمياً أو انضموا إلى مجموعات البحث العلمي في بعض مراكز البحث الأكثر تميزاً في العالم.

ولا شك أن هذه الإنجازات بعيدة كل البعد عن الادعاءات التي تصور الأونروا على أنها أداة للكراهية، بل هي، على العكس من ذلك، بمثابة الترياق في هذه المنطقة الشديدة الاضطراب.

وختم بيان الأونروا مشددا على أن الرقابة والمساءلة أمر حيوي بالنسبة لأية منظمة، و(الأونروا) ترحب بفرصة استقبال أي عضو في البرلمان الأوروبي في أية من مدارسها البالغ عددها 711 مدرسة من أجل الاطلاع مباشرة على البيئة وعملية التدريس والتفاعل مع الطلبة والمربين.

المصدر بيروت نيوز