صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عدوانها واقتحاماتها لمناطق متفرقة في الضفة الغربية, وقامت باغتيال واعتقال عدد من المقاومين الفلسطينيين.
ليس جديدا ما قام به العدو الاسرائيلي خلال الساعات الماضية في الضفة بل ان تاريخ هذا الاحتلال حافل بالمجازر وعمليات القتل والاغتيال والاعتقال على امتداد الاراضي الفلسطينية في قطاع غزة والاراضي المحتلة منذ العام 1948 ايضا.
لكن تصعيد العدوان الاسرائيلي يأتي دائما في كل مرة للتأكيد على ان هذا العدو المتغطرس مازال في مرحلة الهجوم ومازال يعمل على تحقيق اهدافه باساليب العدوان والقتل والاقتحام .
وهذا يعني ان مواجهة العدو تحتاج لاساليب ومناهج جديدة في المقاومة والردع ..وان هذا العدو مازال يرفض عمليات التسوية ويرفض الاعتراف وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.
واذا كان العدو الاسرائيلي مازال مستمرا في عدوانه وسياسته . ومازال يمارس سياسة القتل والتدمير والاغتيال والمصادرة وبناء المستوطنات وفي نفس الوقت يرفض التسوية ويرفض قرارات المجتمع الدولي وتطبيق الاتفاقيات الموقعة ..فما هي السبيل وخارطة الطريق التي يمكن من خلالها الشعب الفلسطيني ان يضع حدا لهذا العدوان يقاوم سياسة العدو ويمكن الشعب الفلسطيني من الدفاع عن حياته وارضه ومصالحه الوطنية؟.
كيف يمكن للشعب الفلسطيني ان يردع الاحتلال ويضع حدا لسياسته وغطرسته؟
اسئلة لابد منها في هذا المرحلة حتى لا يستمر الاحتلال بعدوانه وهمجيته وتجبره..وحتى يتمكن هذا الشعب من حماية نفسه واستعادة حقوقه الوطنيه والانسانيه المشروعه.
لقد توجهت القيادة الفلسطينية في عملية السلام ..والتزمت بكافة القرارات والاتفاقيات واكدت على ان السلام خيارا استراتيجيا ..ورغم ذلك رفض العدو هذا التوجه..واغلق كل ابواب التسوية مع الجانب الفلسطيني واكدت سياسته وتجاربه على مدى العقود الماضيه ان هذا العدو لا يعمل ولا يريد تسوية استنادا للقرارات الدوليه والحقوق المشروعة واغلق هذا العدو كل الابواب ولم يبق امام الشعب الفلسطيني وفصائله الا طريق الكفاح الشعبي المسلح ..والنضال الثوري المنظم القائم على برنامج ..
ان فلسطين ارض عربية ولا يمكن للسلام والاستقرار والامن ان يعم المنطقة والعالم بوجود كيان عنصري صهيوني قائم على القتل والعدوان والمصادرة والاحتلال.
وبرنامج قائم على ان فلسطين ارض لشعب وليست كيان لطائفة وبالتالي فإن تحرير فلسطين وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني هو مهمة وطنية و ضرورة وحاجة عربية ودولية .
ان العمل في اطار هذا البرنامج الوحيد المتبقي امام الشعب الفلسطيني وفصائله السياسية يتطلب وحدة وتنسيقا بين الفصائل ويتطلب حشد طاقات الشعب الفلسطيني في ميادين المواجهة وتعزيز قدراته وتنظيم صفوفه لا ان تكون المقاومه فقط مجموعه من المقاومين ..بل اامقاومة هي ثورة شعب .
فالعدو لا يمكن له ان يتراجع الا بالردع والصراع في ميادين القتال هذا الخيار الوحيد امام الشعب الفلسطيني وفصائله وقيادته ..ولكن هذا الخيار يتطلب وحدة بين هذه الفصائل ..ولم يعد مقبولا الحديث عن مواجهة الاحتلال والرد على عدوانه في ظل الانقسام والشرذمة ..فمن يدعي انه يدخل ميادين الصراع من اجل وقف العدوان عليه التوجه اولا الى الوحده ..وكاذب ثم كاذب من يدعي انه يدافع عن الشعب والوطن وهو لا يعمل من اجل الوحده ووضع حد للانقسام والشرذمه .
التصعيد الاسرائيلي الاخير في الضفة ومحاولاته المتكررة لسبي الارض تأتي دائما في اطار سياسة العدو الاستراتيجية واستضعاف الجانب الفلسطيني واستغلال حالات الضعف والتفكك والترهل والضعف والانقسام ..فمن يريد التصدي للاحتلال والتضامن مع الاسرى والدفاع عن الشعب والوطن عليه ان يعمل اولا من اجل وحدة الفصائل ..وعلى القيادات ان تترك الساحات والاحتفالات والمهرجانات والخطابات والتكريمات والتقاط الصور ورفع الشعارات الرنانه وتتوجه الى ميادين العمل والوحده والصراع مع الاحتلال وتنظيم صفوف الشعب وحماية مصالحه …