تحرق روسيا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي كانت ستصدرها في السابق إلى ألمانيا، مما يزيد من الاتهامات بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم احتياطيات بلاده الهائلة من الطاقة كسلاح ضد أوروبا.
وفي وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة بشكل كبير في أوروبا، تحرق روسيا ما يقدر بنحو 10 ملايين دولار من الغاز الطبيعي يومياً من محطة واحدة، بحسب صحيفة “التايمز”.
وتشير مراقبة الأقمار الصناعية لمستويات الحرارة المشعة إلى أنه يتم “حرق” حوالي 4.34 مليون متر مكعب من الغاز يومياً من منشأة بورتوفايا للغاز الطبيعي المسال بالقرب من الحدود مع فنلندا. ويشير الخبراء إلى أن الاشتعال القريب جدا من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يكون إشارة إلى الحكومات الغربية بأن الغاز متاح – إذا خففت من معارضتها لحرب بوتين في أوكرانيا.
وقالت شركة “ريستاد” للطاقة، وهي شركة أبحاث الطاقة ومقرها أوسلو والتي أجرت المراقبة، إن “اللهب المشتعل مرئي للغاية، وربما يشير إلى أن الغاز جاهز وينتظر التدفق إلى أوروبا إذا استؤنفت العلاقات السياسية الودية”. وحرق الغاز هو إشعال الغازات الزائدة أو المهدرة عبر مداخن في منشآت صناعات النفط والكيماويات.
ويوضح كبير المحللين في مجال الغاز بشركة “ريستاد” زونغكواينغ لوا، ان “كمية الغاز التي يتم حرقها تجعل من غير المحتمل أن يتم اختبار الاحتراق كجزء من عملية التشغيل.” وأضاف أنه على الأرجح كان ذلك نتيجة “الافتقار إلى التنسيق بين قطاعات التشغيل المختلفة”.
وردا على سؤال حول أي دوافع سياسية لعملية الحرق، أشار لوا إلى أن توقيته تزامن مع انخفاض التدفق عبر خط أنابيب نورد ستريم.
وتتهم ألمانيا، روسيا باستخدام الغاز كسلاح لرفع الأسعار وإضعاف عزم الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات. وتضع موسكو اللوم على العقوبات الغربية في ارتفاع أسعار الغاز. ولم تعلق شركة غازبروم، عملاق الطاقة الروسي التي تدير بورتوفايا ونورد ستريم على عملية الاحتراق.