مع تواصل الاحتجاجات في إيران في مناطق متفرقة من البلاد، لا سيما ليلاً، منذ منتصف الشهر الماضي، توعدت مجدداً السلطات الأمنية المتظاهرين بالتصدي لهم.
واعتبر نائب قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني قاسم رضائي، اليوم الأربعاء، أنه لا مكان للاحتجاج الذي يؤدي إلى “الفوضى والاضطراب وانعدام الأمن” وفق تعبيره.
كما شدد على أن القوى الأمنية لن تتسامح أبداً مع المتظاهرين الذين يسعون وراء مثل هذه الأهداف.
وأكد أن أفعال “مثيري الشغب” في إشارة إلى المتظاهرين لن تمر من دون رد.
أتت تلك التصريحات بعدما أكدت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء أن السلطات الإيرانية تستخدم العنف ضد المحتجين، داعية إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين “تعسفاً”.
بدورها، شددت لجنة حقوق الطفل الأممية على وجوب أن تخضع كافة “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الأطفال في إيران لتحقيق معمق من قبل سلطات مختصة مستقلة ومحايدة”. وذكرت أن 23 طفلاً على الأقل قتلوا على يد قوات الأمن الإيرانية، وأصيب المئات بجروح أو اعتقلوا أو تعرضوا للتعذيب في التظاهرات السلمية الأخيرة التي عمت البلاد.
إشارة إلى أنه منذ وفاة أميني في 16 أيلول 2022 بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، والتظاهرات لم تهدأ في إيران.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
في حين عمدت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين، أو اعتقال طلاب الجامعات وحتى تلاميذ المدارس.