وكشف تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست سر “المكالمة الهاتفية” والتي تبين أنها عادة ما تكون مع سياسيين آخرين ديمقراطين وجمهوريين يثق برأيهم بايدن.
ويشير التقرير إلى أن هذا لا يعني عدم ثقة بايدن بخبرة موظفيه، ولكن عندما يواجه قرار “معقدا أو متقلبا” لا يرغب الرئيس في اتخاذ القرار النهائي قبل الحديث مع “شخص يعرف الناخب الأميركي عن كثب”.
وتنقل الصحيفة عن مصدرين مطلعين تحدثا بشرط عدم الكشف عن اسميهما أنه في كانون الأول الماضي بحث كبار مستشارو بايدن معه صفقة مع الرئيس الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تفضي إلى إطلاق فنزويلا لسراح 30 سجينا بينهم 10 أميركيين.
وقال بايدن للمستشارين والمساعدين حينها “قبل أن اتخذ قرارا نهائيا هنا، أريد أن أحصل على قراءة من الكابيتول”.
وأجرى موظفو البيت الأبيض حينها اتصالا بالسيناتور كريس كونز، وهو صديق بايدن، حيث سأله “هل تعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح؟ هل يجب أن نمضي قدما؟”.
استمع صديق الرئيس الأميركي للفكرة، ليبدي تأييدها لها، وبعدها بأيام أعلن بايدن عن الصفقة مع فنزويلا.
وفي يناير الماضي، اتصل بايدن بالسيناتور الجمهوري السابق، تشاك هيغل، والذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، حيث طلب منه المشورة بشأن الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وأكد هيغل للصحيفة إجراء المكالمة حول قرارات السياسة الخارجية التي تواجه بايدن رافضا كشف تفاصيل الاتصال الخاص.
وتشكلت حياة بايدن من خلال الحملات الانتخابية، إذ ترشح لأول مرة لمنصب رسمي في عام 1970 عندما كان عمره 27 عاما، وفاز بمقعد في مجلس مقاطعة نيو كاسل بولاية دويلاوير، ومنذ ذلك الوقت شارك في عشرات السباقات الانتخابية على مدار 50 عاما، وهو أوجد لديه ثقة غريزية في الآخرين الذين اضطروا مثله إلى إقناع الناخبين واسترضاء الحشود ومجادلة المعارضين ومواجهة عواقب القرارات السياسية، بحسب الصحيفة.
وغالبا ما يسأل بايدن في محادثاته السياسية من هذا النوع: “ماذا عن الدعم السياسي لهذا؟”.
وتستند الصحيفة في سلسلتها هذه إلى مقابلات أجريت مع أكثر من 100 شخصا من موظفي البيت الأبيض الحاليين والسابقين، وحلفاء وخصوم بايدن السياسيين وأصدقائه المقربين.
ويبدو أن بايدن في مواجهة اتخاذ القرارات الهامة يضغط أولا على موظفيه للحصول على معلومات تفصيلية، ويبحث في التكاليف والجداول الزمنية للتأكد من أن مساعديه يمنحونه كل الخيارات المتاحة.
ووصول القرارات الأميركية للمكتب البيضاوي هي حكما تعتبر الأكثر تعقيدا على مستوى البلاد، ولذلك أحضر بايدن العديد من المستشارين الذين اعتمد عليهم، وعندما يقدم مساعدوه غير السياسيين نصائح سياسية يسارع إلى تذكيرهم “انتظر، لم تترشح أبدا لمنصب”.
وأطلق الديمقراطيون شعار “أربع سنوات أخرى!” خلال الخطاب الذي ألقاه بايدن أمام الكونغرس، الخميس، عن حالة الاتحاد، حيث بدا خلاله الرئيس الأميركي الأكبر سنا في أحسن حالاته. (الحرة)