3 سيناريوهات للرد الإسرائيلي على لبنان.. ما هي؟

29 يوليو 2024
3 سيناريوهات للرد الإسرائيلي على لبنان.. ما هي؟


رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن خيارات رد تل أبيب على “حزب الله” اللبناني بعد حادث مجدل شمس، تتراوح بين الدبلوماسية وحرب ضد الحزب، أو حرب ضد دولة لبنان نفسها، أو ضد إيران، ويمكن استخدامها كلها للضغط على العالم الذي يشعر بالخطر تجاه الحرب الإقليمية الواسعة.

وذكرت الصحيفة أن صاروخ “فلق 1” الذي تم استخدامه في ذلك الهجوم كان من صنع إيران، وتم إطلاقه من داخل الأراضي اللبنانية، وبالتالي فإن هناك 3 أهداف مشروعة لإسرائيل للرد عليها، إيران، وحزب الله، ولبنان، مشيرة إلى أن هناك سؤالاً مطروحاً أمام صناع القرار في إسرائيل بشأن الرد على الهجوم “أي الخيارات أفضل لضمان عدم تكرار هذا الأمر؟”، موضحة أن البعض يتحدث عن خيار رابع يتمثل في “الدبلوماسية”. 

إجبار العالم على التدخل

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن إسرائيل تتمتع الآن بـ”شرعية دولية” للرد بقوة على الهجوم الذي وقع، أمس الأول السبت، إلا أنه في الوقت نفسه يحذر العالم من التصعيد الذي قد يؤدي إلى إشعال فتيل حرب إقليمية، كما أن الأميركيين والأوروبيين والدول العربية لا تريد ذلك.

وتضيف، أنه وفقاً لهذه الحجة، فإن هذا هو الوقت المناسب لربط ضبط النفس بإجبار العالم على التدخل وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، والذي شكل نهاية حرب لبنان الثانية عام 2006، ومن بين بنوده العديدة، إقامة منطقة منزوعة السلاح من حدود إسرائيل إلى نهر الليطاني، ومنع شحن الأسلحة إلى لبنان إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.

وشددت الصحيفة على أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكن للعالم من خلالها منع اندلاع حرب شاملة، والتي ستكون مدمرة أيضاً للبنان، هي إجبار حزب الله على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، والآن هي اللحظة الأخيرة للقيام بذلك دبلوماسياً”.

خيارات الرد الإسرائيلي

وقالت إن السؤال الذي يطرح نفسه بحال نشوب الحرب الآن هو “من ضد من يتعين على إسرائيل شن حرب؟” مجيبة بأن الخيار الأكثر وضوحاً هو “حزب الله” الذي يطلق الصواريخ والقذائف على إسرائيل بلا انقطاع منذ الثامن من تشرين الأول، وتمثل رد إسرائيل على ذلك في ملاحقة مصادر النيران والضربات الدقيقة التي استهدفت بعض كبار قادة الحزب، موضحة أنه حتى الآن استشهد ما لا يقل عن 381 من حزب الله، ونحو 70 من تنظيمات أخرى بينها حماس، بالإضافة إلى استهداف البنية الأساسية لحزب الله في الجنوب اللبناني، وهو الأمر الذي أدى إلى إخلاء العديد من القرى لسكانها. 

ضرب لبنان

ووفقاً للصحيفة، فإن الحرب مع حزب الله لن تكون حاسمة على الأرجح، وسوف تنتهي بوقف إطلاق نار آخر، وهو ما سوف ينتهكه الحزب بلا أدنى شك مثلما فعل قبل ذلك، أما الحرب ضد الدولة اللبنانية فتعني تدمير البنية التحتية للبلاد.

ولفتت إلى أنّ “حزب الله يعمل من الأراضي اللبنانية كما أنه جزء من الدولة اللبنانية”، فيما يزعم البعض أنه من غير المنطقي استهداف حزب الله فقط وترك لبنان حراً، وأضافت: “لقد برر حزب الله وجوده في لبنان لسنوات باعتباره حامياً للبلاد، ولكن إذا نظر إليه اللبنانيون أنفسهم باعتباره السبب في تدمير البلاد بدلاً من حمايتها، فقد يفقد الشرعية والدعم داخل لبنان”.

وبحسب الصحيفة، فإنه “وفقاً لهذه الحجة، فإن حزب الله يهتم بمكانته بين السكان اللبنانيين، لذا فإذا ضربت إسرائيل البنية التحتية اللبنانية بشدة، وإذا دمرت مساحات كبيرة من بيروت، فإن الغضب في لبنان سوف يتحول نحو حزب الله، لأنه سيكون على استعداد للتضحية بلبنان لصالح مموليه الإيرانيين”.

الحرب مع إيران

وأشارت “جيروزاليم بوست” إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية حذرت، أمس الأحد، من أي مغامرات عسكرية في لبنان، قائلة إن هذا قد يؤدي إلى “توسيع نطاق عدم الاستقرار وانعدام الأمن والحرب في المنطقة”.

وبعبارة أخرى، كانت إيران تحذر إسرائيل من أنه إذا اتخذت إسرائيل إجراءات قوية، فإن إيران ستتدخل. وهنا، علقت الصحيفة إنه “إذا كان هذا هو الحال، فلماذا لا ننقل المعركة إلى إيران نفسها”، موضحة أن ذلك هو الخيار الثالث الذي يمكن لإسرائيل اتخاذه، لأن حزب الله فرع تابع لإيران بالكامل وينفذ أوامرها في إطار خطة تستخدم فيها وكلاءها لمهاجمة إسرائيل مع بقاء الإيرانيين محصنين، لأن أي جماعة ستضرب إسرائيل سيكون الرد عليها وليس على إيران، إعمالاً باستراتيجية “رأس الأخطبوط” الذي تحيط أذرعه بإسرائيل.

كذلك، سألت الصحيفة: “إذا كانت وزارة الخارجية الإيرانية تلمح إلى أن إسرائيل سوف تواجه إجراءات من جانب إيران إذا ردت بقوة على حزب الله، فلماذا لا تضرب إيران مباشرة؟”. 

واختتمت “جيروزاليم بوست” تحليلها قائلة، إن الواقع يشير إلى أن الخيارات الدبلوماسية أو شن الحرب ضد أي طرف من الأطراف الثلاثة، ليست متعارضة، فعلى سبيل المثال، إذا قامت إسرائيل ببعض الإجراءات ضد هذه الأهداف بضرب مواقع مختلفة لحزب الله والمرافق في لبنان وفي إيران، ستكون إشارة إلى أنها جادة في عدم التسامح مع الوضع في الشمال الإسرائيلي لفترة أطول، وإشارة للعالم تجاه الحرب الإقليمية الواسعة التي يمكن أن تحدث ويخشاها الجميع. (24)