علمت مجلة “نيوزويك” أن الولايات المتحدة ستقوم بإرسال قوة من الغواصات النووية إلى غرب المحيط الهادي، ويأتي هذا القرار في ظل التوسع السريع للبحرية الصينية وعملياتها المتزايدة في البحار البعيدة عن شواطئها.
وبحسب المجلة، من المقرر أن تقوم “غواصة يو إس إس مينيسوتا” الهجومية للسريعة التي تعمل بالطاقة النووية، بتغيير مينائها الأساسي من هاواي إلى غوام في السنة الجديدة التي تبدأ في تشرين الأول، وفقًا لما أعلنه ريك مور، المتحدث بإسم مستشار قائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادي لشؤون الغواصات.
و”غوام” سلسلة من الجزر تمتد من اليابان في الشمال إلى غينيا الجديدة في الجنوب، مع السلسلة الأولى من الجزر التي تربط اليابان وتايوان والفلبين، تشكل مفهوم دفاعي يعود إلى الحرب الباردة كان يهدف إلى تقييد نشاط البحرية والقوات الجوية الصينية في زمن الحرب.
وفي السياق، قال القادة العسكريون الأميركيون إن الصين توسّعت ووصلتها مجموعة مكونة من أربع سفن إلى بحر بيرنغ بالقرب من ألاسكا.
وظهرت أخبار إعادة تموضع مينيسوتا لأول مرة في صور نشرتها البحرية الأميركية الشهر الماضي، والتي أظهرت الغواصة البالغ وزنها 7800 طن وطولها 377 قدمًا تبدأ تجاربها البحرية في حزيران بعد أعمال الصيانة في بيرل هاربر، ميناءها الأساسي الحالي.
تقول البحرية إن فئة فيرجينيا، تتمتع بقدرات قتالية معززة، لدعم الحرب المضادة للغواصات والسفن، بالإضافة إلى مهام المراقبة والإستطلاع.
ومينيسوتا مسلحة بطوربيدات ويمكنها إطلاق ما يصل إلى 12 صاروخ كروز من طراز توماهوك، وستكون أول غواصة تعمل بشكل دائم من غوام، وهي خطوة “ستضيف غواصة هجومية من الجيل التالي ذات قدرات متقدمة إلى القوة البحرية”، قال مور لنيوزويك.
وقال “إن البحرية تقيّم بشكل روتيني تموضع قواتها في الخارج، و”نحن ملتزمون بتموضع أكثر منصاتنا قدرة للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الهندو-باسيفيك”.
وتعتبر غوام، التي تبعد ما بين 1500-1700 ميل من مضيق تايوان والمياه المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي والجنوبي، منطقة مثالية لإبراز القوة البحرية الأميركية، وإن كان ذلك ضمن نطاق الصواريخ الباليستية الصينية متوسطة المدى.
“ستستهلك الغواصات الهجومية الاميركية صواريخها وطوربيداتها بسرعة خلال حرب في منطقة الهندو-باسيفيك”، وفقًا لما أعلنه البحار السابق براين هيرين لنيوزويك.
“وأضاف: “الموقع الاستراتيجي لغوام له أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة للبحرية الأميركية، لذا فإن القدرة على الإنتشار، والصيانة، وإعادة تحميل أحدث غواصاتنا هناك أمر بالغ الأهمية”.
وينبغي أن تصبح ناقلات الغواصات الجديدة، أولوية قصوى، قال هيرين، “لأن أحدث واحدة لدينا تم تكليفها قبل 45 عامًا”. تمتلك البحرية إثنين من ناقلات الغواصات، كلاهما في غوام، لتوفير الدعم بالذخائر والصيانة.
حاليًا، هناك أربع غواصات مخصصة للسرب الخامس عشر للغواصات في القاعدة البحرية في غوام: يو إس إس أشفيل، يو إس إس جيفرسون سيتي، يو إس إس أنابوليس، ويو إس إس سبرينغفيلد، سيتم استبدالها بفئة “فيرجينيا”.
ولم يقل مور ما إذا كان سيتم تعديل عدد الغواصات المتمركزة في غوام. كما أن الجزيرة في المحيط الهادي هي موطن لقاعدة أندرسن الجوية وقاعدة كامب بلاز لقوات مشاة البحرية”.
“تشعر الصين بقلق بالغ بشأن تعزيز الولايات المتحدة للإنتشار العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادي لتحقيق ميزة عسكرية”، قال ليو بنغيو، المتحدث بإسم السفارة الصينية في واشنطن.
وأضاف ليو لنيوزويك: “نحث الولايات المتحدة على إحترام المخاوف الأمنية للدول الأخرى، والتوقف عن تصعيد التوترات، والحفاظ على السلام والإستقرار في منطقة الهندو-باسيفيك”.
“لم يكن القرار بنقل أول غواصة من فئة فيرجينيا إلى غوام مفاجئًا”، قال توم شوغارت، القائد السابق لغواصة.
“وتابع: “في النهاية سيحلّون محل جميع غواصات فئة لوس أنجلوس، والأمر مجرد مسألة وقت لتحقيق ذلك”.
وختمت نيوزويك: “فئة فيرجينيا “مصممة لتظل في طليعة التكنولوجيا خلال كامل فترة خدمتها”.