وسط الحرب الدائرة، وصل نحو 500 طفل غير مصحوبين بذويهم ومنفصلين عنهم إلى ولايتي النيل الأزرق والقضارف في جنوب وشرق السودان، حيث تتفاقم مأساة الأطفال بشكل كبير، إذ يجبرون على السير لمسافات طويلة وفي ظل ظروف صعبة للغاية، وانعدام كامل للرعاية الصحية، ونقص كبير في الغذاء أدى إلى ارتفاع مخيف في معدلات وفيات الأطفال، بسبب سوء التغذية.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن الكثير من العائلات فرت للمرة الثانية والثالثة، بعد فرارها من ولايتي الخرطوم والجزيرة في وقت سابق من الصراع.
وسجلت فرق حماية الأطفال التابعة لمنظمة إنقاذ الطفولة في ولايتي النيل الأزرق والقضارف ما لا يقل عن 451 طفلاً بين 29 حزيران و14 آب أجبروا على القيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى بر الأمان بدون والديهم، وهو أعلى رقم سجلوه في مثل هذه الفترة القصيرة منذ بدء الصراع في نيسان 2023.
ويعاني الملايين من الأطفال من حالة عدم الاستقرار الأمني والنزوح من مدينة إلى أخرى واضطر بعضهم إلى ممارسة أعمال هامشية لمساعدة أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نجمت عن الحرب.
ومع استمرار القتال واتساع رقعته في السودان وتعليق الدراسة لأكثر من 16 شهرا حتى الآن يتلاشى الأمل لدى الأطفال وسط إحباط ومخاوف كبيرة حيال مستقبلهم.
بالتوازي، تؤدي الأمطار الغزيرة والفيضانات المستمرة إلى تفاقم معاناة الأسر والأطفال الفارين من القتال، حيث تصعب الطرق الموحلة وغير السالكة الحصول على الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والأدوية للأشخاص الذين يحتاجون إليها، خصوصا الأطفال.
وقالت ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان “يستقبل موظفونا في ولايتي النيل الأزرق والقضارف ما لا يقل عن تسعة أطفال بدون والديهم في مخيمات النازحين كل يوم رأيت أطفالًا عانوا من رحلات مرعبة يصلون إلى مراكز الاستقبال لدينا، منهكين تمامًا ويظهر على العديد منهم علامات سوء التغذية”.
وأضافت “لقد رأى هؤلاء الأطفال منازلهم ومستشفياتهم وملاعبهم ومدارسهم تُقصف، وقد فُصلوا عن والديهم أو أولياء أمورهم، لقد فقدوا أحباءهم وتعرضوا لعنف لا يوصف”. (سكاي نيوز)