بعد اغتيال قادتهما.. ماذا سيحدث لحزب الله وحماس؟

24 أكتوبر 2024
بعد اغتيال قادتهما.. ماذا سيحدث لحزب الله وحماس؟


ذكرت صحيفة “The New Yorker” الأميركية أن “ميل الحركات الإرهابية التي تستهدفها الولايات المتحدة إلى تجديد نشاطها بعد النكسات العسكرية الكبرى، حتى بعد مقتل قادتها، كان نمطاً مستمراً لدى الرؤساء الأميركيين. بعد اغتيال إسرائيل كبار القادة العسكريين والسياسيين لحماس وحزب الله، لا يرى ريان كروكر، السفير الأميركي السابق في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وباكستان والكويت أن هناك ما يشير إلى أن حماس أو حزب الله يشعرون بالهزيمة. وعلى الرغم من ذلك، أصبحت إسرائيل الآن متفائلة بشأن تقدمها العسكري”.

وبحسب الصحيفة، “إن هذا “الانتصار” ليس استراتيجية مستدامة للقرن الحادي والعشرين، كما قال بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في بيروت. ورأى أن قضاء إسرائيل على اعدائها هو نوع من النصر الباهظ الثمن، لأن الحملات العسكرية لم تفعل سوى “رفع جدران الكراهية” وتأجيج التطرف. وما لم تقدم إسرائيل خطة مستدامة توفر للفلسطينيين مساحة سياسية رسمية في مقابل الأمن، فإن خطر التصعيد سيزداد. وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدتها حماس وحزب الله في الأشهر الأخيرة، فمن المرجح أن “تستعيدا عافيتهما” بشكل أو بآخر. وفي الوقت نفسه، فإن الضربات الأكثر أهمية التي ستوجه إلى حماس وحزب الله قد تخلق فراغات خطيرة”.
وتابعت الصحيفة، “أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن باغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقال بايدن الأسبوع الماضي إن اغتيال السنوار يمثل “يومًا جيدًا للعالم” ويفتح فرصة جديدة للسلام. وفي الشهر الماضي، وصف اغتيال نصر الله بأنه “إجراء للعدالة” لضحاياه، بما في ذلك الآلاف من الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين. لكن مها يحيى، مديرة مركز الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أشارت إلى أن “المستويات المروعة من الموت والدمار” يمكن أن تؤثر على الرأي العام. ففي غزة، لقي أكثر من اثنين وأربعين ألف شخص حتفهم وتضرر أكثر من ستين في المائة من المنازل والمباني. وفي لبنان، استشهد آلاف الأشخاص بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية التي ضربت الجنوب، وبيروت، ووادي البقاع الشرقي. وحذرت يحيى من أن العواقب من المرجح أن تزيد من عمليات التجنيد للجماعات المتطرفة أو حتى تنتج حركات جديدة وأكثر تشددا”.
وأضافت الصحيفة، “كان كروكر في السفارة الأميركية في بيروت عندما أرسل حزب الله في عام 1983 مفجراً انتحارياً قتل أكثر من ستين شخصاً. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف حزب الله عن النمو، على الرغم من النكسات المتكررة. وقال كروكر: “لقد ولد حزب الله في ظل الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ومن غير المرجح أن يهزمه احتلال مماثل”. وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الثلاثاء، وتتلخص مهمته في إحياء المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح نحو مائة رهينة تحتجزهم حماس، والتعامل مع الشروط المتنازع عليها لوقف إطلاق النار، وتوليد المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. كما زار بيروت آموس هوكشتاين، المبعوث الأميركي الخاص للتفاوض مع لبنان، للتعامل مع التوترات بين حزب الله وإسرائيل”.
وبحسب الصحيفة، “مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، تبدو احتمالات إحراز تقدم على أي من الجبهتين ضئيلة، خاصة إذا لم يقدم بلينكن سوى نسخ من الخطة المكونة من ثلاث مراحل التي أعلن عنها بايدن في أيار، كما قال دان كيرتزر، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل ومصر. وأضاف: “لم يتغير شيء بما يكفي لقبول الصفقة القديمة”. إن الخطر الذي يهدد إدارة بايدن يكمن في تبني اعتقاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الوقت قد حان للتعامل بحسم مع عدوهم المشترك، إيران وحلفاؤها”.