بعد الرد الإسرائيلي على إيران.. ما التالي؟

30 أكتوبر 2024
بعد الرد الإسرائيلي على إيران.. ما التالي؟


ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أنه “بعد سنوات من خوض حرب خفية قائمة على استخدام الوكلاء والعمليات السرية، أصبحت إسرائيل وإيران الآن على شفا حرب مفتوحة.ويقوض هذا التحول استخدام الغموض، ويقرب المنطقة من نقطة الغليان، ويزيد من أهمية الدبلوماسية. إن النطاق الكبير والتعقيد الذي اتسم به الهجوم الإسرائيلي في 25 تشرين الأول، إلى جانب الاستهداف الليلي لمواقع عسكرية متعددة في كل أنحاء إيران، يسلط الضوء على نهج دقيق: الاستعداد للمخاطرة بمواجهة أوسع مع الاستمرار في تسهيل خفض التصعيد والسعي إلى تجنب حرب شاملة”.


Advertisement

]]>

وبحسب الموقع، “إن إضعاف حزب الله وحماس هو المحرك لأفعال إسرائيل ورغبتها في استهداف ما تعتبره تل أبيب “رأس الأخطبوط” وليس مجرد “مخالب” وكلائها. ويتعزز هذا النهج بدعم شعبي، حيث يبدو أن المجتمع الإسرائيلي قد تقبل التكاليف المرتبطة بالقتال الإقليمي منذ أحداث السابع من تشرين الأول.
ومن خلال تحمل المسؤولية المباشرة وإظهار الاستقلال الهجومي والتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة والتفوق العملياتي ودقة الاستخبارات، تهدف إسرائيل إلى ردع المزيد من الهجمات الإيرانية المباشرة وقطع الأوتار التي تربط إيران بشبكة وكلائها”.
ورأى الموقع أن “التحرك الإسرائيلي كان له هدف استراتيجي إضافي، وهو إرسال تحذير صارم بشأن البرنامج النووي الإيراني.فمن خلال استهداف حصة كبيرة من الدفاع الجوي الإيراني وضرب عمق البلاد، بما في ذلك منشأة كانت مرتبطة في السابق ببرنامج الأسلحة النووية، تثبت إسرائيل قدرتها واستعدادها لشن المزيد من الضربات الحساسة. وهذا الموقف واضح بشكل خاص في ضوء المخاوف الإسرائيلية من احتفاظ إيران بموقع نووي متقدم أو احتمال تقدمها نحو التسلح. وتشير المناورة الإسرائيلية بأن تل أبيب قد تتجاهل في المستقبل بشكل متزايد الدعوات إلى ضبط النفس، وخاصة خلال فترة الانتقال الرئاسي أو ربما مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما قد يشجع إسرائيل على الشروع في المزيد من الأعمال الهجومية، وقد يشمل هذا التدخل أو الدعم الأميركي الذي يتجاوز مجرد التعاون الدفاعي. والضربة الأميركية الأخيرة على منشآت الحوثيين تحت الأرض قد تعزز هذه الرسالة بشكل أكبر”.
وبحسب الموقع، “إن بث مثل هذا التحذير قد يؤدي إلى تكثيف الخطاب الداخلي الجاري في إيران حول إمكانية تحقيق اختراق نووي. ولكن الحكومة الإسرائيلية قد تنظر إلى هذا باعتباره مخاطرة محسوبة، وهي المخاطرة التي قد تساعد إما في إرغام طهران على تقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي أو استفزازها لتسريع وتيرة البرنامج، وبالتالي تبرير حملة دولية أوسع نطاقاً. كما يخدم الهجوم الإسرائيلي كإشارة إلى الولايات المتحدة بأن تل أبيب تأخذ وجهات النظر الأميركية على محمل الجد وتمارس ضبط النفس. وفي الوقت نفسه، فإنها تظهر استعدادها لتبني نهج أكثر عدوانية إذا شعرت بتهديد وشيك لأمنها”.
وتابع الموقع، “باستخدام هذا النهج، تهدف تل أبيب إلى حث واشنطن والمجتمع الدولي الأوسع على تبني موقف أكثر حسماً ضد البرنامج النووي الإيراني المتقدم. وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذا أمر ملح بشكل خاص حيث من المتوقع أن تتحرر إيران من آخر القيود السياسية المهمة في أقل من عام. والكرة الآن في ملعب طهران. لقد أوحى التقليل الأولي من أهمية الهجمات من جانب النظام بأن إيران قد تختار عملاً انتقامياً محدوداً أو حتى تمتنع عن المزيد من الاستجابات العسكرية المباشرة. كما أن ضعفها المتزايد، والتهديد الإسرائيلي بشن ضربات إضافية، ونشر الولايات المتحدة لطائرات مقاتلة إضافية في الشرق الأوسط، قد يفضي أيضاً إلى اتباع نهج حذر”.
وأضاف الموقع، “لكن مع اتضاح نتائج الهجوم، بدأت أصوات أكثر حزماً داخل إيران تظهر، الأمر الذي يؤكد المعضلة الكبيرة التي تواجهها طهران. والآن، وعلى النقيض من ضبط النفس الذي مارسته طهران في أعقاب الرد الإسرائيلي المحدود في نيسان، ربما يشعر صناع القرار في طهران بأنهم مجبرون على مواصلة التبادل العسكري الحالي لمنع المزيد من تآكل الردع ومواجهة التصورات المحلية والإقليمية بالضعف. وفي الأمد البعيد، قد يفرض فشل طهران في ردع إسرائيل، سواء من خلال وكلائها أو قدراتها الصاروخية وبرنامجها النووي، تغييراً جذرياً في عقيدتها الأمنية.فهل الادعاءات الإيرانية صحيحة في الإشارة إلى أن إسرائيل تهدف إلى جر طهران إلى فخ استراتيجي؟ وهل تتجاوز أجندة إسرائيل مجرد ردع إيران عن تورطها المستمر في الصراعات في الشرق الأوسط؟ وهل قد تكون هناك أيضاً مصلحة إسرائيلية في خلق الظروف المواتية لشن هجوم أوسع نطاقاً على المنشآت النفطية الإيرانية أو المنشآت الحكومية أو المواقع النووية؟”
وبحسب الموقع، “هذه الاعتبارات حاسمة بالنسبة لصناع القرار الإيرانيين وهم يتداولون بشأن ردهم، ومسار الاشتباكات المستمرة في المنطقة، والمسار المستقبلي لبرنامجهم النووي. وفي نهاية هذا التبادل، وخاصة إذا توقفت الأعمال العدائية قريبا، هناك فرصة للدفع بمبادرات سياسية قادرة على تجميد التوترات الحالية، ولو مؤقتا، ومن شأن هذه الجهود أن تعزز التفاهم الهادئ المصمم لتجنب المواجهات المباشرة بين الدول. وينبغي للدول الإقليمية التي تربطها علاقات بالجانبين أن تسهل التواصل واستيعاب هذه الرسائل الحاسمة”.