هل ما زالت قوة الردع الإيرانية قوية أمام إسرائيل؟

1 نوفمبر 2024
هل ما زالت قوة الردع الإيرانية قوية أمام إسرائيل؟


يرى محللون سياسيون أن المحاولات الإيرانية لإنشاء منظومة ردع عبر توجيه ضربات مباشرة إلى إسرائيل “باءت بالفشل”، مما يجعل طهران أكثر عرضة للخطر في مواجهة عدوها الأساسي في المنطقة، وفق تقرير نشرته “فويس أوف أميركا”.








ويقول التقرير إن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على إيران يرجح أنها “أدت إلى تفكيك نظام الدفاع الصاروخي أس-300 بالكامل”، وتقول طهران إنها “لا تزال تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات”.

المحلل، نيكولاس هيراس، من معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة ومقره واشنطن قال لـ “فويس أوف أميركا” إن “الغارات الجوية أظهرت أن إسرائيل تتمتع بالتفوق العسكري النوعي عندما يتعلق الأمر بالحرب على إيران”، وهو ما يؤثر على “استراتيجية الردع” التي تنتهجها طهران.

وأضاف: “لقد ضربوا أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة من طراز إس-300، وهو ما سمح لهم بالتهرب من الدفاعات الجوية الإيرانية، للوصول إلى المواقع المهمة لبناء المركبات للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.. وهو عنصر أساسي في استراتيجية الردع الإيرانية”.

وزاد هيراس أن إسرائيل “أرادت إرسال رسالة إلى الإيرانيين مفادها أنهم متأخرون كثيرا عن الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بالحرب التكنولوجية” المتقدمة.

نيكول غرايفسكي، وهي زميلة في برنامج إيران النووي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قالت في مقال نشرته مجلة “ديوان” الإلكترونية إن محاولات إيران لردع إسرائيل من خلال الهجمات المباشرة كشفت عن ثغرات في دفاعاتها، ما أتاح لإسرائيل المزيد من القدرة على الاستعداد لاستهدافها.

ورجحت أن ما يحصل “يضع إيران في موقف أكثر خطورة مما كانت عليه قبل مطلع أكتوبر”.

توماس نيوديك، الكاتب في مجلة “ذا وور زون” يتفق مع هذا الرأي ويقول “إن إخراج صواريخ أس-300 الإيرانية من الخدمة يترك الباب مفتوحا أمام ضربات إسرائيلية لاحقة”، والتي قد تكون هجمات مباشرة أوسع نطاقاً.

وزاد أن هذا “يشكل فرصة محتملة لقوات الدفاع الإسرائيلية ورادعا ضد أي رد فعل من إيران”.

ويتوقع نيود أن “لدى إسرائيل عدة خيارات متابعة مخططة بالفعل في حال ردت إيران بهجوم آخر”.

وقال موقع “أكسيوس” نقلا عن مصدرين إسرائليين إن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة، وقد يكون ذلك قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني.

وكان أحد المكونات الأخرى لاستراتيجية الردع الإيرانية، تطوير العلاقات على مر السنوات مع سوريا وجماعات مسلحة موجودة في العراق وغزة واليمن ولبنان، بينما استطاعت إسرائيل اغتيال قادة حزب الله في لبنان وحماس في غزة.

ستيفن سيمون، من معهد كوينسي في واشنطن تساءل خلال عرض تقديمي عبر الإنترنت “كم تبقى من محور المقاومة لتعزيز أهداف إيران؟”، مشيرا إلى أن هناك الكثير من “المجهول حول محور المقاومة الإيراني” حاليا.

وترى غرافيسكي من مركز كارنيغي أن “خيارات الرد الإيراني أصبحت مقيدة بشدة”، نظرا لضعف شبكة وكلائها بعد أن أثبتت “ترسانتها الصاروخية أنها محدودة النطاق ومثيرة للشكوك في موثوقيتها”. (الحرة)