نشر موقع “العربي الجديد” تقريراً تحدث فيه عن أسرار خبأتها تقارير المخابرات السورية وذلك قبل انكشاف تفاصيلها إثر سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول الجاري.
ويقول التقرير إنه تزامناً مع فرار الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وتحرير المعتقلين من السجون والأفرع الأمنية، ظهرت إلى العلن وثائق الاستخبارات السوريّة، بكل أشكالها، بعضها حُفظ وأُرسل إلى المحققين الصحافيين والجنائيين، وأضاف: “في المقابل، فإن الكثير من هذه الوثائق بُعثر على الأرض، وأمسى بمتناول الجميع؛ فمملكة الصمت الممتدة لأكثر من نصف قرن، تحولت بيروقراطيتها الأمنيّة إلى محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابع: “كشفت هذه الوثائق ليس عن جرائم وحسب، بل عن ماكينة مبتذلة وعتيقة للعمل الاستخباراتي، إذ تم تداول وثائق وصور عن أشكال تنكر رجال الأمن في سوريا، وأدواتهم من شعر مستعار ومكياج، وطبيعة الأشخاص الذين يتنتشرون بين الناس، والذين للمفارقة كانوا معروفين للسوريين بمهنهم المتنوعة، لكن رؤية هذه الوثائق وأسلوب العمل، كسر عنهم جديتهم، بصورة أدق، سطوتهم لم تتأت من قدرتهم الفائقة على التنكر، بل من كون السوريين يعرفون قدرة هؤلاء على إخفاء أحدهم وراء الشمس”.
وأكمل: “وثائق متعددة عن جرائم تبدو مبتذلة، كوهن نفسية الأمة وأخرى عن المُخبرين، وغيرها عن عبدة الشيطان مثلاً، وكأن كل سوريا مصنفة ضمن ملفات، ولكل سوري ملف يحوي من الأوصاف ما يثير الضحك. نقرأ في وصف أحدهم أنه ثرثار أو متوسط الذكاء، وغيرها من الأمور التي لا نعلم كيف تستفيد منها المخابرات السورية، وكيف تُصنّف الناس بناءً على ذكائهم. تكشف وثائق أخرى أيضاً عن طبيعة الرقابة التي تتبعها أجهزة المخابرات، بعضها على بعضها الآخر، وإكالة تهم كإرهابي لأي شخص قد ينتقد النظام، إلى حد اتهام الأطفال بها، إذ تم تداول صور لجوازات أطفال يبدو أنهم كانوا في أفرع الأمن”.
وأردف: “اللافت أيضاً أن هذه الوثائق على رسميتها، تحمل خاصية مهمة تتعلق بكونها جزءاً من أرشيف مزيف بصورة ما. ينتج النظام السوري وثائق مزيفة للإدانة والاتهام من أجل الحفاظ على قانونيّة ممارساته، على الرغم من أنها قائمة على التبلي والافتراء، وهذا السؤال الذي لم يطرح بعد أمام كمية الوثائق المكشوف عنها، لكن، يبقى المحتوى هو المهيمن”. (العربي الجديد)