ما الفرق بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل؟ هو الفرق بين رجل الدولة والرجل السياسي. رجل الدولة ينظر إلى المصلحة العامة ويتحمل مسؤولية محاولة إنقاذ البلاد من انهياره، أما السياسي فهو من يعمل لتحقيق مصلحته الشخصية ويصبو إلى الكرسي غير آبه بأزمات المواطنين.
معادلة “الحريري الدولة” و”باسيل السياسي” ترسخت خلال مسار تأليف الحكومة. فالرئيس المكلف هو من ارتضى أن يحمل كرة النار لوقف الانهيار، إلا أن باسيل أراد أن يشكل حكومة كما يريدها ليعوّم نفسه سياسياً قبل استحقاقي الانتخابات النيابية والرئاسية.
الحريري تنازل عن حكومة الثمانية عشر وقبل بحكومة الأربعة وعشرين وزيراً. تنازل عن وزارة الداخلية وتعامل بمرونة مع رئيس الجمهورية بأسماء وزرائه.
الا أن باسيل يريد أن يحصل على ثمانية وزراء تحت غطاء حصة الرئيس من غير إعطائها الثقة، ويحجب عن رئيس الحكومة المسلم تسمية الوزراء المسيحيين في محاولة منه لكسب ثلث معطل مقنع أو استدراجه إلى تسوية رئاسية جديدة.
معلومات موقع “لبنان الكبير” تشير إلى أن الثنائي الشيعي بات غير متحمس للقاء باسيل مرة ثالثة، وعليه تؤكد المصادر المطلعة أن لا لقاء جديداً بين المعاونين السياسيين لبري ونصرالله علي حسن خليل وحسين الخليل مع جبران باسيل، وخصوصاً بعد البيانات المتبادلة بين بري وباسيل عبر شاشاتهما التلفزيونية.
فقد نقلت الـ otv بعد لقاء البياضة أن الخليلين سيلتقيان الحريري للحصول على إجابته عن الطرح المتوافق عليه مع باسيل، فجاء الرد على شاشة الـ nbn بأنه من غير الصحيح أن الكرة في ملعب الحريري والحل الحكومي بحاجة إلى مزيد من اللقاءات مع باسيل في إشارة إلى مكان العقدة. وتقول المصادر أن تفادياً لانتقال السجال بين “الحريري وباسيل” إلى “بري وباسيل” لن يُعقد أي لقاء جديد بين الخليلين ورئيس التيار الوطني الحر، وخصوصاً بعد أن نكث باسيل بوعده للخليلين في التزامه بنقل أجواء إيجابية لفتح مجال للمزيد من التشاور والإيجابية، على الرغم من أن لقاء البياضة لم يفضِ إلى أي شيء من التقدم، فتأكد الخليلان أن “باسيل لن يغير نهجه حيث يُعقد الاتفاق معه في كل مرة على شيء وينقلب عليه وينفذ ضده”.
إلام يؤشر هذا التطور السياسي الدراماتيكي؟ على الرغم من أن الرئيس المكلف سعد الحريري قدم كل التنازلات المطلوبة لتسهيل التأليف، وأمعن باسيل في استيلاد العقد، إلا أن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في ظل فراغ السلطة التنفيذية ستحمل الحريري جزءاً من المسؤولية ولو جزافاً، لذلك وشعوراً منه بهذه المسؤولية تجاه الشعب اللبناني الذي تخطى دولاره الخمسة عشر ألفاً، وفُقد دواؤه من الصيدليات وبعض مواده الغذائية، ووقف في طوابير محطات الوقود، وإفساحاً في المجال أمام أي حل آخر يمكن أن يهدئ جنون الأزمة في بلد منهار، فيبدو أن توجه الرئيس الحريري للاعتذار عن عدم التأليف، وليحتفظ فريق رئيس الجمهورية بصفة التعطيل المتعمد وإضعاف البلاد…
حراك بعبدا يشير إلى تحضير النائب فيصل كرامي بديلاً من الرئيس سعد الحريري.
ولكن حراك بعبدا لا دخل للثنائي الشيعي به لا من قريب ولا من بعيد وفق ما قالت مصادر الثنائي لموقع “لبنان الكبير”، فلا “حزب الله” بوارد دعم أي شخصية بديلة قبل إعلان الحريري اعتذاره، ولا الرئيس نبيه بري سيعمل على إضعاف موقف الرئيس سعد الحريري، فأي حراك من قبل الثنائي الشيعي يتماهى مع حراك بعبدا سيُفسر كأنه موافقة ضمنية على اعتذار الحريري، وهذا ما لا يحبذه المكون الشيعي ويفضل أن يستمر بمهامه في التأليف، لذلك تؤكد المصادر أن لا خطة بديلة عند الثنائي الشيعي ما قبل اعتذار الحريري، بانتظار ما سيحمله الأسبوع المقبل من موقف حاسم للرئيس المكلف.