شهدت مراكز توزيع تعبئة قوارير الغاز لدى فتح أبوابها أمس، إقبالاً كثيفاً من المواطنين بسبب تخوفهم من ارتفاع أسعار الغاز من جديد، إذ يبلغ سعر القارورة حالياً 365 ألف ليرة، ولكن الأخبار “العشوائية” التي يستفيقون عليها يومياً تهوّل عليهم الأمور فيجرون مسرعين ليأخذوا ما يعتبرونه حقهم المسلوب في أدنى مقومات الحياة.
وفي السياق، يقول رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون لـ”لبنان الكبير”: “لا أزمة غاز، والغاز متوافر، لكن سبب تهافت المواطنين على تعبئة قوارير الغاز هو انخفاض سعر الدولار، وقد رأوا في ذلك فرصة قبيل ارتفاعه مجدداً ليستفيدوا من تدني سعر التعبئة”.
ويوضح أن “تسعير الغاز في لبنان يرتبط بسعره عالمياً وبسعر صرف الدولار محلياً، لكن المشكلة أن جدول التسعير الذي تصدره وزارة الطاقة يعتمد على سعر صرف الدولار المعتمد في السوق، والمشكلة التي نعاني منها كموزعي غاز هي أننا ندفع بالفريش دولار والوزارة تسعر في أسفل الجدول الدفع باللبناني إن كان من قبل المواطن أو صاحب الدكان، لذا يجب على وزارة الطاقة التسعير إما بالدولار وإمّا باللبناني، ويجب أن يكون هناك حلّ فوري على الوزارة إيجاده”.
ويضيف: “كموزعي غاز نشتري الغاز بالدولار ونبيعه باللبناني مع فروق كبيرة تعود علينا بالخسارة بسبب التلاعب بالدولار كل 10 دقائق. والمطلوب أن نبيع الغاز بالدولار أيضاً أو أن يتم اعتمادنا على سعر صيرفة كمحطات البنزين”.
ويطمئن الى أنه “إذا بقي الدولار على ما هو عليه اليوم فلن نشهد غلاء في أسعار تعبئة الغاز بل سيبقى على سعر 365 ألفاً، والتهافت الذي حصل اليوم (امس) على تعبئة قوارير الغاز هو نتيجة تلقي المواطنين خبراً بأنّ سعر الغاز سوف يرتفع، وهذه الأخبار من شأنها اخافة الناس”.
أبو حيدر صاحب فرن صغير، ما إن تلقى خبر ارتفاع سعر قارورة الغاز، حتى حمل القوارير الفارغة في محله، وركض الى أقرب مركز تعبئة غاز. ويقول: “المعيشة في لبنان كلها خسارة بخسارة، أصبحنا نركض وراء أبسط مقومات عيشنا لنبقى على قيد الحياة، وما أن قيل لي إن سعر الغاز سيرتفع حتى توجهت منذ الصباح الباكر الى مركز التعبئة، كي لا أرفع في المقابل أسعار بيع المناقيش، ولكن على ما يبدو أننا متجهون نحو الأسوأ وليس مستبعداً أن يصير سعر منقوشة الزعتر التي كانت بـ1000 ليرة 30 ألفاً، وفوق كل هذا لا توفي معنا، فعلى أي أساس أقوم بتسعير المناقيش؟ على أساس سعر الغاز أو الكهرباء أو الطحين أو ماذا؟.. كل الأمور تنذر بأن القادم أسوأ بكثير، وفي هذه الحالة سأكون قد أقفلت باب رزقي وجلست في منزلي حتى تفرج”.
أما الأرملة وربة المنزل سامية التي تعود من عملها كل يوم لتحضير الطعام لأولادها فتقول: “قارورة الغاز في منزلي ستنفد قريباً ولا قدرة لنا على تعبئتها في حال زاد سعرها أكثر، لذا قررت شراء فرن صغير ذي عين واحدة وفي هذه الحالة سأقتصد في كمية الطعام حتى لا أشعر بحالة العجز عن تأمين مقومات عيشنا التي باتت ثقيلة جدّاً على جيبتنا وهمّاً يرهق تفكيرنا كل يوم!”.