إسرائيل تحاول اقتلاع النفوذ الإيراني.. هل هذا ممكن؟

31 أكتوبر 2024
إسرائيل تحاول اقتلاع النفوذ الإيراني.. هل هذا ممكن؟


ذكرت صحيفة “Washington Post” الأميركية أنه “بعد أن اغتالت إسرائيل اثنين من أعدائها الرئيسيين، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، تعمل على توسيع طموحاتها العسكرية في الصراع المتعدد الجبهات ضد وكلاء إيران. ولا تحاول إسرائيل منع حزب الله من قصف شمال إسرائيل بالصواريخ فحسب، بل إنها تقصف أيضا المؤسسات المالية للحزب في مختلف أنحاء لبنان. وتأمل بعض الأوساط في أن تتمكن إسرائيل في نهاية المطاف من هزيمة إيران، وكما قال رئيس سابق للموساد مؤخرا، “إعادة تشكيل الشرق الأوسط”.”


Advertisement

]]>

وبحسب الصحيفة، “لكي ندرك مدى صعوبة إعادة تشكيل المنطقة أو اقتلاع النفوذ الإيراني، فلنحول تركيزنا بعيداً عن الجوار المباشر لإسرائيل، ولننظر بدلاً من ذلك إلى العراق، الذي كان من المفترض في عام 2003 أن يكون بمثابة واجهة لآمال الولايات المتحدة في تحويل الشرق الأوسط في اتجاه أكثر ديمقراطية واعتدالاً. في الواقع، لقد تبين أن معارضي غزو العراق الذين حذروا من أن الإطاحة بنظام صدام حسين من شأنها أن تعزز آمال إيران في الهيمنة الإقليمية كانوا على حق تماما. وقالت إيما سكاي، المستشارة السياسية السابقة للقادة العسكريين الأميركيين في العراق، مؤخرا لكاتب المقال: “لقد أدت حرب العراق إلى زعزعة استقرار المنطقة من خلال إزالة الحصن العربي الذي كان يبقي الجمهورية الإسلامية تحت السيطرة، الأمر الذي مكّن إيران من استعادة قوتها واستعراضها. ونحن نعيش اليوم مع عواقب الحرب في حين يتصاعد الصراع في الشرق الأوسط ويتوسع، وتثبت الولايات المتحدة عجزها عن احتواء العنف والتوسط لإنهائه”.”
وتابعت الصحيفة، “كما تمارس إيران نفوذها على لبنان عبر حزب الله وعلى اليمن عبر الحوثيين، فإن طهران تفرض هيمنتها على العراق من خلال دعم مجموعة من الفصائل المتطرفة، وأبرزها منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق. ورغم التنافس بينهم، فإنهم يعملون معًا أيضًا تحت مظلة قوات الحشد الشعبي، وهي جهاز أمني تموله الدولة ويخضع فعليًا لقادة إيرانيين وليس عراقيين.وفي عام 2023، كان لدى قوات الحشد الشعبي ما يقدر بنحو 200 ألف مقاتل وميزانية قدرها 2.6 مليار دولار. إن قوات الحشد الشعبي قوية للغاية بحيث لا تستطيع أجهزة الأمن العراقية تحديها، ويمكنها الاستفادة بشكل مباشر من عائدات النفط الحكومية، حتى أنها أنشأت تكتلاً، على غرار الشركة القابضة لحرس الثورة الإسلامية في إيران، لتمويل عملياتها بأنشطة تجارية مثل الزراعة، واستيراد المركبات، وتصنيع المنسوجات، ومسالخ الحيوانات”.
وأضافت الصحيفة، “قال مايكل نايتس، وهو زميل بارز في معهد واشنطن، أن “النظام الميليشياوي الكليبتوقراطي في العراق يتغذى على أكبر حوض من أموال النفط لم يسبق لمحور المقاومة أن واجهه خارج إيران”. وأشار نايتس إلى وجود الكثير من “الاقتتال الداخلي” بين الفصائل الشيعية المختلفة حول عائدات النفط. ولا تحاول إيران التدخل في كل قرارات الدولة العراقية، ولكنها تنجح إلى حد كبير في التعامل مع القضايا الكبرى. وكما أشار تحليل صادر عن مؤسسة بروكينغز في وقت سابق من هذا العام، فإن “قوات الحشد الشعبي تحول العراق إلى دولة عميلة لإيران”.”
وبحسب الصحيفة، “قال روبرت س. فورد، الدبلوماسي الأميركي السابق الذي كان سفيراً في سوريا والجزائر وخدم سنوات عديدة في العراق، “هناك أجزاء من العراق لا يسيطر عليها الإيرانيون، لكن نفوذهم السياسي هو السائد”. وأضاف: “لن أسمي العراق محافظة تابعة لإيران، لكن من المؤكد أن لديهم نفوذاً كبيراً هناك”.باختصار، انتهت حرب العراق وانتصرت إيران”.
ورأت الصحيفة أن “هذه التجربة لابد وأن تدفع القادة الإسرائيليين إلى ممارسة قدر من التواضع وضبط النفس، حتى في اللحظة التي وجهوا فيها ضربات عسكرية ثقيلة إلى إيران و”محور المقاومة” التابع لها. ومن المؤسف أن شبكة النفوذ الإيراني راسخة إلى حد كبير في مختلف أنحاء المنطقة إلى الحد الذي يجعل من غير الممكن استئصالها بالقوة العسكرية وحدها”.